:: ندوة "محسن مهدى وتاريخ العلم والأدب والفلسفة" ::

  

ثلاثة ايام لتكريم الفيلسوف العربى الدكتور محسن مهدى،

فى الجامعة الامريكية وجامعة القاهرة

 

اقام مركز درسات التراث العلمى بجامعة القاهرة ولاول مرة بمشاركة الجامعة الامريكية وكلية الاداب احتفالية كبرى بالفيلسوف العربى والعراقى الجنسية الدكتور محسن مهدى، حيث افتتحت فى 29 ديسمبر 2008 بالجامعة الامريكية  بالقاعة الشرقية، وتواصلت جلساتها بقاعة ابن سيناء بكلية العلوم فى اليوم التالى، وفى اليوم الثالث بالقاعة الكبرى بكلية الاداب. وقد تم تكريم الدكتورة سارة مهدى، زوجة العالم المحتفى به والذى رجل عن عالمنا فى يولو 2007، حيث قدم لها الدكتور حامد عيد درع الجامعة، وقد شارك فى المؤتمر الدولى الدكتور عاطف العراقى استاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والذى استدعى ذكرياته معه فى القاهرة، وتحدث الدكتور أحمد عبد الحليم عن علاقة مهدى بهشام شرابى ومشروعهما المشترك، وعلى امتداد جلسات المؤتمر تحدث  الدكاترة فريال غزول من الجامعة الامريكية ومنسقة المؤتمر  ومنى ابو زيد، وايمن فؤاد سيد ونبيلة ابراهيم وعبد السلام الشاذلى، وعلى مكاوى، زينب الخضيرى كما شارك فى المؤتمر من غير المصريين الاساتذة تشارلز بيترورث، البرت كولا، ستيفن ستيلرز، ديفيد ديبسكوالى، ومن تونس مقداد عرفة، صالح مصباح، منير الكشو، حاتم الورفالى.



من هو محسن مهدى

ولد في كربلاء في العراق في 1926 ودرس في الجامعة الأميركيّة ببيروت في أواسط الأربعينيّات من القرن المنصرم، وأمضى عقوداً عديدة يعمل أستاذاً للفكر الإسلاميّ في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركيّة. عُرف، إلى جانب تحقيقه نصوصاً عديدة للفارابي، بدراسات عديدة وضعها بالعربيّة والإنجليزيّة، منها

"فلسفة ابن خلدون في التاريخ" (لندن، 1957) و

"فلسفة أرسطو عند الفارابي" (بيروت، 1961)، و

"كتاب الفارابي في الأدبيّات" (بيروت، 1969) و

"الاستشراق ودراسة الفلسفة الإسلاميّة" (أكسفورد، 1990).

عني محسن مهدي، بفكر أبي نصر الفارابي، المعروف بـ "المعلّم الثاني"، فحقّق العديد من نصوصه وقدّم لها بالعربيّة وترجم بعضها إلى الإنجليزيّة، وشرَحها باللغتين، ودرسها من منظور مقارن، واضعاً إيّاها بمواجهة كتابات فلسفيّة عربيّة وغربيّة قديمة وحديثة.

يعتبر الكتاب الذي يجمع في ترجمة فرنسية محاضراته التي ألقاها في معهد "العالم العربيّ" بباريس في 1991، والذي صدر في منشورات "فايار" الفرنسية تحت عنوان: "مدينة الفارابي الفاضلة – هو ولادة الفلسفة السياسية الإسلامية"(1)، حيث قدم فيه خلاصة دقيقة ومركّزة للشاكلة التي بها كان مهدي يرى عمق تفكير الفارابي وراهنيّته.

من خلال الفارابي، وبالاستناد إليه دوماً، انطلق مهدي إلى دراسة المفكّرين الآخرين، شرقيّين كانوا أم غربيّين. وبالبحث عن نقاط التلاقي مع المعلّم الثاني أو الافتراق عنه، تبحّر في دراسة فكر أفلاطون وأرسطو وتوما الإكوينيّ ونصوص الإفلاطونية المحدثة والموسوعيّين الفرنسيّين وفكر الأنوار كلّه، وأعمال ابن رشد يمارس السبّاحة وابن خلدون وابن سينا وأبي بكر الرّازي وآخرين.

كما قدم لعدد من المعاصرين أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمّد إقبال وطه حسين. وغالباً ما كان ضدّ التيّارات السّائدة ويعارض القناعات الرّاسخة. فبمواجهة القائلين برفض ابن خلدون للفلسفة، كان هو يرى في المؤرّخ التونسيّ "فيلسوفاً مخفيّاً"، أي صاحب فلسفة تُقرأ بين السّطور. وخلافاً لما هو مسكوت عنه، كان يرى أنّ ابن رشد يستلهم الفارابي وإن كان لا يُسميّه، ويالتالي فهناك طبقات من تفكير الفارابيّ منبثّة في الفكر الرّشديّ يكشف عنها الفكر المقارن والقراءة الدّؤوب